"جنوب السودان".. تحويل الزراعة من الاعتماد على المساعدات إلى مسار التنمية

"جنوب السودان".. تحويل الزراعة من الاعتماد على المساعدات إلى مسار التنمية

لا تزال الحاجة إلى تحويل الزراعة وقطاع الغذاء، من الاعتماد الحالي على المساعدات الإنسانية إلى مسار نمو أكثر توجهاً نحو التنمية، أولوية قصوى في جنوب السودان، حتى مع عدم التأكد من مستقبل السلام والأمن واستقرار الاقتصاد الكلي على المدى القريب، وفقا لتقرير مشترك صادر عن منظمة الأغذية والزراعة "فاو" والبنك الدولي.

وقال التقرير الذي نشره الموقع الرسمي "فاو"، يتطلب هذا المسار نهجًا شاملاً يتجاوز النطاق الضيق لتحسين الإنتاجية الزراعية وتطوير سلسلة القيمة، لإعادة بناء رأس المال البشري والاجتماعي والثقة بين المجتمعات التي تآكلت على مدار سنوات من الصراع وإخفاقات الحكومة.

ويهدف هذا التقرير إلى معالجة هذا التحدي التنموي المعقد، فهو يجمع بين توليفة واسعة النطاق للقضايا المتعلقة بالنظام الزراعي والغذائي، وبيئة الأعمال، والسياسات، فضلاً عن المؤسسات والحوكمة التي تغطي العديد من القطاعات الاقتصادية في جنوب السودان.

علاوة على ذلك، يتضمن التقرير تقييمًا للتجارب السابقة في جنوب السودان بالإضافة إلى البلدان الأخرى التي تعاني من الهشاشة والصراع والعنف (FCV)، ويقدم مجموعة من استراتيجيات الاستثمار والظروف المواتية لتحويل النظم الغذائية في الدولة، وتوفر توليفة شاملة للمعرفة الحالية التي يمكن أن تبني عليها مؤسسات التنمية التي تخطط للانخراط في جدول أعمال التنمية الزراعية والريفية في جنوب السودان.

ومنذ استقلاله في عام 2011، عانى جنوب السودان من أزمات وصراعات مستمرة، وبشكل عام أدت سنوات الصراع إلى واحدة من أدنى نتائج التنمية البشرية على مستوى العالم، كما أن لدى 45% من السكان الذين تقل أعمارهم عن 15 عامًا، واحدا من أدنى متوسط ​​للعمر المتوقع عند الولادة في العالم (58 عامًا).

وعلى الرغم من المساعدات الإنسانية واسعة الانتشار، منذ يوليو 2020، كان انعدام الأمن الغذائي شديد الخطورة، مع أكثر من 60% من السكان معرضين للخطر بسبب سوء التغذية الحاد، 24% منهم أطفال دون سن الخامسة، والاتجاه يزداد سوءًا.

وترتكز دوافع هذه الأزمة بشكل متزايد على سوء إدارة الاقتصاد الكلي، بالإضافة إلى النزاعات والصدمات المرتبطة بالطقس، علاوة على ذلك، فإن البنية التحتية الريفية وقدرتها على الصمود أمام الصدمات والإنتاج الغذائي المحلي متخلفة عن الحالات المماثلة في البلدان الهشة والمتأثرة بالصراع في جنوب الصحراء الكبرى.

وعلى الرغم من هذه التحديات الهائلة، فإن الإمكانات الزراعية لجنوب السودان تمثل فرصة تنموية، ليس فقط لتحسين الأمن الغذائي، ولكن أيضًا سبل العيش والوظائف والسلام في البلاد.

ولا تزال الزراعة، بما في ذلك المحاصيل والثروة الحيوانية ومصايد الأسماك، المصدر الرئيسي لسبل العيش لمعظم سكان جنوب السودان، ومع ذلك، يعد قطاع الإنتاجية من بين أدنى المعدلات في العالم، مع سلاسل قيمة غذائية بدائية.

ووفقا للتقرير، يمكن أن يكون لتطوير نظم الأغذية الزراعية تأثير مضاعف هائل للوظائف يتجاوز الإنتاج الأولي، ما يؤدي إلى توفير فرص عمل جديدة وكافية في قطاعات المصب الأكبر من سلاسل القيمة الغذائية.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية